مدينة الكتب

29‏/8‏/2010

مثلث برمودا ... الحقيقة الغائبة بين الأسطورة والخيال

ترسخت أسطورة "مثلث برمودا" ضمن الثقافة الشعبيةالعالمية عبر سلسلةٍ من الأعمال الأدبية والمقالات في بعض الصحف والمجلات العالمية.

· ففي بدايات 1952 ذكر جورج ساندز،في مقالة في مجلة المصير Fate magazine، ما بدا بأنه عدد كبير جدا من الحوادثالغريبة في تلك المنطقة.

· ثم ظهر تعبير ( مثلث برمودا ) لأول مرةفي مقالة كتبها فنسينت غاديز لمجلة المركب التجاري Argosy magazine في 1964. حيث ادعى غاديز في المقالة بأن عدد من السفنِ والطائرات اختفت بدون تفسير في هذا البحرالغريب.

· وفي 1969 ألف ( جون والاس سبينسر ) كتاب أسماه ( عالم نسيان المفقودين ) ، و تكلم من خلاله بشكل محدّد عن المثلث، وبعد سنتين، صدر برنامج وثائقي عن الموضوع، مثلث الشيطان.

· صنف كتاب مثلث برمودا (1974)، كـأحد أكثر الكتب مبيعاً في العالم آنذاك

حقائق تجب مراعاتها عند دراسة موضوع مثلث برمودا :


- إن النقطة الأعمق في المحيط الأطلسي، هي خندق بورتوريكو بعمق 30,100 قدم ،

وهذا الخندق يقع ضمن مثلث برمودا.

- مثلث برمودا يقع حول الساحل الشرقي لفلوريدا وبورتوريكو وجزء صغير منه بجانب كارولينا الجنوبية.

- شكل مثلث برمودا ليس مثلثا، لا توجد منطقة أو مساحة له معرفة بصورة رسمية أو حكومية.

الموقع الجغرافي

يقع مثلث برمودا غرب المحيط الأطلنطي تجاه الجنوب الشرقي لولاية فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية وهو يشكّل منطقة قد تأخذ شكل مثلث يمتد من خليج المكسيك غرباً إلى جزيرة ليورد من الجنوب ثم برمودا ثم من خليج المكسيك وجزر باهاما .

في البحث عن حقيقة أسطورة مثلث برمودا

إن المشكلة التي لم يحاول الكثيرون التطرق إليها هي أن هذا اللغز هو عبارةٌ عن دعايةٍ أكثر من أن يكون حقيقة.

فقد إدعت عدّة كتب بأن أختفاء ذلك العدد الكبير من الطائرات والسفن ، كان بسبب كائناتٍ فضائية ذكية متقدمة تقنياً تعيش في الفضاء أو في أعماق البحر، طبعا كان ذلك عبارةً عن خطوةٍ تسويقية ٍبهدف زيادة مبيعات الكتب، حيث كان البيع يزداد طرداً مع ازدياد غرابة طرح القصة أو التعليل.

لكن و في عام 1975 قام لاري كوشيه، وهو عامل مكتبة في جامعة ولاية أريزونا، بالتحرّي حول هذه الإدّعاءات الموجودة في المقالات والكتب.

ثم جمع أبحاثه و دراساته ليصدرها في كتاب تم نشره بعنوان ( مثلث برمودا- تم حل اللغز ( Bermuda Triangle ( MysterySolvedقام لاري بالبحث و التنقيب بعناية فيالسجلات التي أهملها الآخرون.

فوجد أن معظم الحوادث التي وصفت بأنها غريبة لم تكن غريبةً على الإطلاق بل على العكس ، فلطالما كان هناك تفسيرٌ منطقيٌ جداً لما يحدث.

ففي أغلب الأحيان، كان المؤلفون يدعون أن سفينة أَو طائرة اختفت فيما كان البحر هادئاً بصورةٍ غير طبيعية، بينما كانت سجلات خفر السواحل تشير إلى عواصف عاتية كانت تضرب منطقة الحادثة.

أو عندما يذكر البعض أن السفن اختفت بصورة غامضة و لمتظهر، بينما في الحقيقة وجدت بقايا تلك السفن و تم التعرف على سبب الغرق.

أما التقرير الأكثر أهمية ، فهو تقرير إحصائيات شركة لويدز لندن Lloyd's of London لسجلات الحوادث و الذي نشر من قبل محرّر المصير Fate في عام 1975؛ حيث ظهر بأنّ المثلث كان لا يمثل قسما خطرا من المحيط بصورة أكبر من أيّقسم آخر.

وقد أكدت سجلات خفر السواحل الأمريكية هذا التقرير ومنذ ذلك الوقت لم يظهر أيدليل جديد يدحض تلك الإحصائيات.

و اختفى لغز مثلث برمودا، بالطّريقة نفسها التي اختفى بها العديد من ضحاياه المفترضين. طبعا لم تختفي من الكتب أو أفلام هوليود التي وجدت به مصدرا للمزيد من الدخل.

أما بالنسبة للرحلة رقم 19 الشهيرة (الطلعة الجوية التدريبية ذات الرقم 19 ) :

فها هي ذي القصة الحقيقية لما حصل ذاك اليوم

ففي يوم 5 ديسمبر 1945 بدأ العالم يأخذ أسطورة مثلث برمودا بجدّية إثر اختفاء مجموعة طائرات الرحلة 19.

و حسب فلم مثلث برموداThe Bermuda Triangle ، لمخرجه ريتشارد فريدنبيرغ Richard Freedenberg الصادر عام 1979 والذي تمت كتابة قصته بناءً على قصة حقيقة و أحداثٍ واقعية كما ادعى منتجو العمل.

أن خمسة قاذفات قنابل للبحرية الأمريكية اختفت بشكل غامض بينما كانت هذه الطائرات في مهمّة تدريبية روتينية، كما اختفت طائرة إنقاذ أرسلت للبحث عنهم ولم ترجع أبدا، بحيث بلغ إجمالي الخسائر ستّة طائرات و27 رجل، اختفوا دون أي أثر.

ولكن:

عند عرض الحقائق كاملة تصبح القصة غير مجدية من ناحية سينمائية، و تصبححكاية الرحلة 19 أقلّ إثارة بكثير.

فما الذي حدث حقيقةً :

إن جميع أفراد طاقم القاذفات الخمسة كانوا متدربين عديمو الخبرة، باستثناء شخص واحد هوقائد السرب،الملازم أوّل تشارلز تايلور Charles Taylor.

لكن تايلور لم يكن في قمة أداءه ذلك اليوم،حيث تشير التقارير بأنّه كان يعاني من الصداع بسبب الكحول ولم يستطع أن يجد شخصا ليحل مكانه في رحلة التدريب.

كانت أربعة طائرات تتبع طائرة تايلور الخامسة كونه الوحيد المحترف بينهم.

و الجميع يتبع تعليماته بحرفية و يعتمدون على توجيهه، بعد فترة من الطيران تعطلت بوصلة تايلور.

لكنه قرر الاستمرار بالطيران اعتمادا على معالم بعض الجزر في الأسفل، كونه خبيرا بتضاريس جزر فلوريدا حيث كان يعيش، كان يشعر بالثقة بالاعتماد على البصر في الطيران.

لكن الرؤية أصبحت معدومة بسرعة بسبب دخولهم في مجال عاصفة، وبدأت تظهر عليه ملامح الحيرة حسب ما أفاد برج مراقبة قاعدة فورت لوديردايل الجوية.

الرحلة 19بقيت على اتصال بقاعدة فورت لوديردايل على الموجة الاعتيادية،و بالرغم من أن الطقس السيئ و الإرسال المتقطع جعل التواصل صعب جدا. إلا أن تايلور رفض الانتقال إلى موجة الطوارئ، و التي لا تعاني من ضغط الاستعمال من قطاعات سلاح البحرية، إذ أنه خشي ألا يستطيعوا إعادة استقبال الإشارة على تلك الموجة.

اعتقد الملازم أول تايلور أنهم كانوا يحلقون فوق خليج المكسيك، وأمرالدورية بالاتجاه شرقا بحثا عن اليابسة.

لكن الخطأ القاتل الذي حصل أنهم كانوا على أطراف الأطلسي، أخذ تايلور يقود طلابه بشكل خاطئ إلى المحيط.

تشير تسجيلات الراديو بأن بعض المتدربين أخبروا تايلور بأن فلوريدا تقع غربا، و أنهم في المحيط و ليسوا فيخليج المكسيك و عليه يتوجب عليهم الاتجاه إلى الغرب و ليس إلى الشرق، إلا أنه رفض الاستماع إلي رأيهم.

فيما بعد تم إرسال مجموعة استكشاف، التي تضمّنت الطائرةالبحرية مارتن Martin Mariner و هي الطائرة السادسة التي لم تعد فعلا، و لكن ليس بسبب مثلث برمودا.

فقد انفجرت الطائرة في الجو بعد 23 ثانية من الإقلاع، حيث شوهدالانفجار في القاعدة. لم يكن هذا الانفجار استثنائيا؛ إذ كان هذا الصنف من الطائرات يعاني من عيوب في خزان الوقود.

بقي موقع تحطم الرحلة 19 لغزا حتى العام 1991.

أثناء شهر مايو من ذاك العام وجدت شركة تعمل على إنتشال السفن الغارقة والتي كانت تبحث عن سفن شراعية إسبانية بقايا خمس قاذفات قنابل زرقاء داكنة يعتقد بأنها طائرات الرحلة 19.

حيث كانت إحدى الطائرات المكتشفة تحمل الرقم 28 على جانبها، و هو نفس رقم طائرة تايلور.

إلاأن شركة الإنقاذ تراجعت لاحقاً عن الاكتشاف وأعلنت بأن الحطام ليس للرحلة رقم 19، وأنما لطائرات تدريب أخرى.

علماً بأن السجلات الرسمية الأميركية لم تظهر أبداً تحطم خمس طائرات من نفس النوع فينفس المنطقة،و يدعي البعض أن الحكومة الأمريكية أجبرت الشركة على التعتيم على إكتشافها.

كان التقرير الرسمي قد ألقى باللوم على تايلور، و لكن تم تعديل هذا التقرير لمراعاة شعور والدته، حسب البحرية الأمريكية،بحيث تم إلقاء مسؤولية الحادث على سبب غير معروف.

يعتقد الكثيرون أن هذا التحويل في المسمى هو ما أثار و غذى قصة مثلث برمودا.


التفسيرات التي اقترحها بعض الكتاب

نظرية الجذب المغناطيسي : إن أجهزة القياس في الطائرات أثناءمرورها فوق مثلث برمودا تضطرب وتتحرك بشكل عشوائي وكذلك في بوصلة السفينة مما يدل على وجود قوة مغناطيسية أو قوة جذب شديدة وغريبة.

تم اكتشاف كميات هائلة من المواد القابلة للاحتراق على شكل جليد في قاع المحيطات. عن طريق الانحباس الحراري أو تغير طفيف في الحرارة يمكن لهذه المادة أن تصبح في حالة غازية و يحصل بذلك تغير في كثافة الماء و الهواء عندما يخرجالغاز من البحر فيتسبب ذلك في مشاكل للسفن والطائرات بما أنها تعمل بمبدأ الطفو.

وقوع المنطقة في منطقة تيارات بحرية هائلة تنتقل بأوضاع البحر من الهادئ إلى الصاخب دون إنذار مسبق

------------------------------------------------

المصادر : الموسوعة الحرة

كتاب : لاري كوشيه تم حل اللُغز

منتدي : ترجمة

افتح بريدك واكتبه هنا وإضغط
ليصلك كل كتاب جديد بمجرد تنزيله على مدينة الكتب مجاناً ٫ معلومات أكثر عن الخدمة

4 تعليق

Anonymous يقول... @ 29 أغسطس 2010 في 5:54 ص
Reply To This Comment

الحقيقة استنتاجات تدعو للإستغراب ؟ وما سبب تعتيم الحوكمة الأمريكية عن الموضوع ؟ وما مصلحتها وهل في التعتيم فائدة من وراء ذلك ، الكل يعرف ان الحكومة الأمريكية ورغم توالي وليات الرؤساء لديها إلا انها في كل ولاية تكون عندها مشاكل وتقع في أخطاء جسيمة وما الجديد؟ في النهاية كلها استنتاجات . شكراً على النقل والعمل بارك الله فيكم

Philonoist يقول... @ 29 أغسطس 2010 في 7:07 ص Reply To This Comment

ياصديقي لو قررت أمريكا أن تدحض كل الخرافات الراسخة بعقول مواطنيها لاستغرقت ضعف عمرها !
دع الجميع يعتقد ما يشاء .. فحقيقة الخرافات لن تؤثر بمستقبل أحد .. شكراً لمرورك الكريم كما أتمني أن تشرفنا باسمك المرة القادمة كي نستطيع مناداتك .. تحياتي

عرب ماستر يقول... @ 29 أغسطس 2010 في 4:34 م Reply To This Comment

لعلمك أن لست ممن يقرأ المواضيع في المدونات لآخرها .. ولكن أسلوبك الشيق الجميل المفيد . جعلني أقرأ وأستمتع .. ما أستطيع قوله لك

لقد رفعت لك القبعة

واصل يا غالي ولا تحرمنا من مزيد إبداعاتك

Philonoist يقول... @ 29 أغسطس 2010 في 11:11 م Reply To This Comment

هذا شرف لي استاذي عرب ماستر
شكراً جزيلاً لذاتك النقية أخي الكريم
مرورك ها هنا شرف

قمنا بوضع هذا الصندوق لتسهيل عملية التواصل بيننا فتكلم حتي آراك !

إرسال تعليق

عداد الكتب

حقوق النشر مسموح بها لمحبي نشر الثقافة والمعرفة غير ملتمسين سوى ذكر المصدر مع الرابط
محتوى الكتاب لا يعبر بالضرورة عن آراء مدينة الكتب .. بل هو وجهة نظر المؤلف يتحملها تحمل مُطلق !

حبايبنا عالفيسبوك

همسة من بواب المدينة | أصدقائي وإخوتي في الكلمة أعضاء وزوار مدينة الكتب الكِرام ، برجاء الإشتراك بالمدونة ( قائمة المتابعون يمين الصفحة ) لضمان إستمرارية تحميل الكتب في حالة إغلاق المدونة مؤقتاً ... شُكراً جزيلاً