في رواية ( الحمامة ) حكاية صغيرة ، مدهشة وبليغة ، ترتكز على حدث رمزي طريف ، يتلخص في المغزى البعيد للانقلاب المفاجيء في حياة حارس البنك الباريسي ( جوناثان نويل ) لدى ظهور الحمامة في يوم حار من ايام شهر آب 1984 . وقد يحبذ البعض مواصلة الوصف المختزل للحكاية المفجعة بالقول : ان نويل الذي تعدى الخمسين من عمره ، وهو يعيش منعزلا ووحيدا على هامش حياة بسيطة ومتقشفة ، قضى منها عشرين عاما خلت من اية احداث ، لم يتصور يوما ان يحدث له في حياته أي شي ذي اهمية ، فهو على الدوام حارس البنك الباريسي العتيق الذي اعتاد رتابة حياته اليومية داخل غرفة صغيرة على السطح في احدى العمارات المهملة . يكره الفوضى التي يمكن ان تهدد كيانه ، ويرى ان الفائدة الوحيدة لعمله الوضيع تكمن في دعة الشعور بالاستقرار والهدوء النفسي . لكن ( نويل ) هذا يصبح بين ليلة وضحاها رجلا مذهولا ومرعوبا ومشردا بسبب الحضور العبثي لتلك الحمامة ، حينما تستقر بجوار باب شقته ، وتهيمن بعينيها العاريتين وريشها المنسدل على ضفاف وجوده ، مهددة بلامبالاة جسيمة حياته واتزانه وهدوءه ذاك .
0 تعليق
قمنا بوضع هذا الصندوق لتسهيل عملية التواصل بيننا فتكلم حتي آراك !
إرسال تعليق