الطاغية.. تلك الكلمة - الظاهرة ـ المرعبة والمظلمة التي توحي للإنسان العاقل السويّ بشتّى الصور والوقائع والممارسات اللاإنسانية التي ارتكبت وترتكب بحقّ البشرية منذ بدايات التاريخ حتى عصرنا الراهن، إنّها نقيض للحرية والحياة والحضارة بل عدوّة لها، تنتعش في واقع التخلف ومنه تستمدّ ثباتها واستمراريتها، تحوّل الإنسان إلى شيء لا قيمة له، مثله أيّ جماد في هذا الكون، تؤلّه القائد الزعيم، وتثير الحروب والويلات والمآسي، تحرق الأخضر واليابس، تقتل البراءة والصدق والسعادة.الكتاب الذي نتناوله الآن عنوانه "الطاغية"للدكتور إمام عبد الفتاح إمام، يعالج موضوع الطغيان منذ بدايات التاريخ وحتى يومنا الراهن، تكمن أهمية هذا العمل في هذا الجهد الضخم والمضني والمتميّز الذي بذله المؤلّف في شرح الطغيان وتوضيحه من كافّة الجوانب وفي أكثر من موقع من جغرافيا العالم، وفي مراحل تاريخية متعدّدة ـ يتألّف الكتاب من أربعة أبواب وتسعة فصول توزّعت على 363 صفحة قطع كبير، ويمكننا هنا أن نستعرض أهمّ الأفكار والنقاط الواردة فيه محاولين التركيز أكثر على الطغيان الشرقيّ لأنه يهمّنا قبل غيره .


0 تعليق
قمنا بوضع هذا الصندوق لتسهيل عملية التواصل بيننا فتكلم حتي آراك !
إرسال تعليق